تفاعل الاتحاد الأوروبي للنقابات، الأحد 19 فيفري 2023، على حسابه الرسمي الموثّق في تويتر، مع حادثة دعوة الرئاسة التونسية، الأمينة العامة للاتحاد “إستر لينش” إلى مغادرة البلاد، فاعتبر أنّ هذا القرار الذي اتخذته السلطة التونسية هو قمة جبل الجليد فقط، والجزء الظاهر من حملة القمع ضد النقابات، وفقه.
الاتحاد الأوروبي للنقابات: دعوة الأمينة العامة للاتحاد إلى مغادرة البلاد فورًا، ما هو إلّا نموذج للترهيب والمضايقات التي يواجهها النقابيون في تونس كل يوم
وتابع الاتحاد الأوروبي للنقابات، بقوله إنّ الأمر الرئاسي القاضي بدعوة “إستر لينش” إلى مغادرة البلاد فورًا، ما هو إلّا “نموذج للمضايقات والترهيب التي يواجهها النقابيون في تونس كل يوم، وسوف نستمر في الوقوف معهم”.وبعد مشاركتها في المظاهرة التي نظمها اتحاد الشغل بصفاقس يوم السبت 18 فيفري 2023، “عادت لينش إلى بروكسل بأمان بعد ظهر الأحد 19 من الشهر نفسه، وفق تأكيد الاتحاد الأوروبي للنقابات.
“إستر لينش”: “أدعو سعيّد مجددًا إلى احترام الحقوق الديمقراطية ووقف هجماته على النقابات العمالية، وبعيدًا عن محاولة إسكاتي، تعزّز عزمي على الوقوف مع النقابات في تونس
وقد قالت “إستر لينش” عقب هذه الحادثة: “أدعو الرئيس قيس سعيّد مجددًا إلى احترام الحقوق الديمقراطية ووقف هجماته على النقابات العمالية، وبعيدًا عن محاولة إسكاتي، تعزّز عزمي على الوقوف مع النقابات العمالية في تونس، وسأرفع معاملة السلطات التونسية إلى أعلى المستويات”.وجاء في تغريدات النقابة العمالية الأوروبية أنّ “الأممية والتضامن من صميم الحركة العمالية، ولهذا السبب سافرت إستر لينش إلى تونس كجزء من وفد من قادة النقابات الدولية لإظهار التضامن مع الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي يتعرض أعضاؤه لحملة مضايقات”.
الاتحاد الأوروبي للنقابات: القرار الذي اتخذته السلطة التونسية بعوة “إستر لينش” إلى مغادرة البلاد، هو قمة جبل الجليد فقط، والجزء الظاهر من حملة القمع ضد النقابات
وتشمل حملة الحكومة التونسية ضد النقابات، وفق الاتحاد الأوروبي للنقابات، ما يلي:
- اعتقال مسؤول الاتحاد العام التونسي للشغل أنيس الكعبي
- إقالة المسؤولين النقابيين
- الدعاوى الكيدية ضد النقابيين
- استخدام الأمن التونسي لمراقبة النشاط النقابي وتقييده
- تشجيع النقابات الصفراء
وكان أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، قد قال صباح الأحد 19 فيفري 2023، بخصوص حادثة طرد الرئاسة التونسية الأمينة العامة للكنفدرالية النقابية الأوروبية، أنّ حضورها “كان رسالة دعم ومساندة وتضامن وليس كما رُوّج بأنه استقواء بالأجنبي، فنحن لا نستقوى بأحد” وفق تعبيره.وأضاف نور الدين الطبوبي: “نحن نستقوى بمبادئنا وتاريخنا وبمناضلينا، ولكن التضامن النقابي الدولي هو دروس قدمها النقابيون في العالم ودفعوا فيها الغالي والنفيس ودخلوا من أجله للسجون، التضامن النقابي شرف لكل نقابي في العالم وكان الاتحاد دائمًا قبلة للنقابات الدولية” وفق ما نقلته موقع “الشعب نيوز” التابع لاتحاد الشغل.
نور الدين الطبوبي: حضور الأمينة العامة للكنفدرالية النقابية الأوروبية، كان رسالة دعم ومساندة وتضامن، وليس كما رُوّج بأنه استقواء بالأجنبي
وكانت الرئاسة التونسية، قد اعتبرت مساء السبت 18 فيفري 2023، في بلاغ لها، أن إستر لينش عقب مشاركتها بمدينة صفاقس في مسيرة نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل، “أدلت بتصريحات فيها تدخل سافر في الشأن الداخلي التونسي”، على حد قولها.وقد دعت الرئاسة التونسية، بناء على ذلك، الأمينة العامة للاتحاد الأوروبي للنقابات إستر لينش، إلى “مغادرة تونس وذلك في أجل لا يتجاوز 24 ساعة”، ذاكرة أنها “شخص غير مرغوب فيه”.وجاء في البلاغ ذاته أن “العلاقات الخارجية للاتحاد العام التونسي للشغل أمر يعنيه وحده، لكن لا مجال للسماح لأي جهة كانت من الخارج للاعتداء على سيادة الدولة وسيادة شعبها، فالسلطة والسيادة بيد الشعب”.يشار إلى أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل (أبرز منظمة عمالية في تونس)، قد نظم يوم السبت 18 فيفري 2023، سلسلة من التحركات الاحتجاجية في ولايات مختلفة، تمثلت في تجمعات عمالية ومسيرات احتجاجية. وكانت هذه التحركات في ولايات نابل وصفاقس والقيروان وبنزرت وجندوبة والمنستير والقصرين وتوزر ومدنين.وتأتي هذه التحركات بناء على ما ورد في بيان للهيئة الإدارية الوطنية لاتحاد الشغل، المنعقدة بتاريخ 3 فيفري 2023، وذلك تنديدًا بـ”استهداف العمل النقابي” بعد إيقافات طاولت نقابيين في قطاعات مختلفة، بعضها إثر إضرابات قال الاتحاد إنها “قانونية”.