قالت وزارة الخارجية الأمريكية، ليل الأربعاء 19 أفريل 2023، إن اعتقالات الحكومة التونسية للمعارضين والمنتقدين السياسيين تتعارض بشكل أساسي مع مبادئ حرية الرأي والفكر والتعبير والتي اعتمدها التونسيون.
الخارجية الأمريكية: اعتقالات الحكومة التونسية للمعارضين والمنتقدين السياسيين تتعارض بشكل أساسي مع مبادئ حرية الرأي والفكر والتعبير
وتابعت، في بيان نُشر على موقعها الرسمي واطلع عليه “الترا تونس”، أن “اعتقال رئيس مجلس النواب السابق ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، يوم الاثنين الماضي، وإغلاق مقر حزب حركة النهضة، وحظر اجتماعات بعض الجماعات المعارضة، وتلميح الحكومة التونسية إلى أن هذه الأعمال تستند إلى تصريحات عامة، يمثل تصعيدًا مقلقًا من قبل الحكومة التونسية ضد المعارضين في البلد”.
وأكدت، في سياق متصل، أن التزام الحكومة التونسية باحترام حرية التعبير وحقوق الإنسان “يجب أن يبقى أعلى من أي فرد أو حزب سياسي، وهو ضرورية لديمقراطية نابضة بالحياة وللعلاقة بين الولايات المتحدة وتونس”، وفق ذات البيان.
الخارجية الأمريكية: “اعتقال الغنوشي وإغلاق مقر حزب حركة النهضة، وحظر اجتماعات بعض الجماعات المعارضة، وتلميح السلطات إلى أن هذه الأعمال تستند إلى تصريحات عامة، يمثل تصعيدًا مقلقًا ضد المعارضين”
وكانت قد تتالت ردود الفعل الدولية إزاء التطورات الأخيرة في تونس إثر اعتقال رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي وغلق كل مقرات الحزب وحظر الاجتماعات في هذه المقرات من قبل السلطات إضافة إلى غلق مقر اجتماعات جبهة الخلاص الوطني، الائتلاف المعارض لسياسات الرئيس التونسي قيس سعيّد.
إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حق الغنوشي، بعد ساعات طويلة من التحقيق وذلك على خلفية تصريحات له خلال مسامرة سياسية
ومع العلم أن قاضي التحقيق الأول بالمكتب 33 بالمحكمة الابتدائية بتونس قد أصدر، في الساعات الأولى من صباح الخميس 20 أفريل 2023، بطاقة إيداع بالسجن في حق الغنوشي، بعد ساعات طويلة من التحقيق، وذلك فيما يعرف بقضية “التصريحات” خلال لقاء نظمته جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وفق ما أكده محامون.
ونددت حركة النهضة، صباح الخميس، بهذا القرار الذي اعتبرته “ظالمًا”، مؤكدة أنه “قرار سياسي بامتياز والغاية منه التغطية على الفشل الذريع لسلطة الانقلاب في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية للمواطنين والعجز عن معالجة الأزمة المالية الخانقة التي تقود البلاد نحو الإفلاس”.
تم فتح تحقيق ضد 12 شخصًا على معنى الفصلين 68 و 72 من المجلة الجزائية بتهمة “الاعتداء على أمن الدولة الداخلي والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضًا”
يشار إلى أنه قد تم فتح تحقيق ضد 12 شخصًا على معنى الفصلين 68 و 72 من المجلة الجزائية بتهمة “الاعتداء على أمن الدولة الداخلي والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضًا”، ومن بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ومستشاريه محمد القوماني وبلقاسم حسن، وغيرهم، وفق ما أكده المحامي حبيب بنسيدهم في تدوينة على صفحته بفيسبوك.
وتأتي هذه الأحداث في أعقاب تصريحات أدلى بها رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي في اجتماع للمعارضة، مساء يوم السبت الماضي، قال فيها إن إقصاء أي طرف من الساحة التونسية كالنهضة أو الإسلام السياسي أو اليسار أو أي مكوّن آخر هو مشروع “حرب أهلية”، وفق تعبيره.
منذ فيفري الماضي، انطلقت السلطات في تونس في سلسلة إيقافات شملت أساساً سياسيين معارضين لقيس سعيّد
يُذكر أنه ومنذ فيفري الماضي، انطلقت السلطات في تونس في سلسلة إيقافات شملت أساساً سياسيين معارضين للرئيس التونسي قيس سعيّد، ومنهم قيادات في جبهة الخلاص الوطني.
وجبهة الخلاص الوطني ائتلاف معارض يضم حركة النهضة وأحزاب أخرى ونشطاء وتنظم بشكل متكرر احتجاجات مناهضة لسعيّد وتعتبر الإجراءات التي قام بها منذ 25 جويلية 2021 “انقلابًا”. ويقبع معظم قادتها في السجن بشبهة التآمر بينما تقول المعارضة إن سجنهم جاء بغرض الترهيب ودون أدلة أو إثباتات.