
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد كشف عما سماه بـ”ترتيب إجرامي” لتوطين المهاجرين الأفارقة في بلاده، بهدف تغيير تركيبتها الديموغرافية كـ”دولة عربية وإسلامية”.
وعلّق إيريك زمور (زعيم حزب “الاسترداد” اليميني المتطرف) على تصريح سعيد بقوله “بدأت البلدان المغاربية نفسها في دق ناقوس الخطر في مواجهة تصاعد الهجرة. تونس تريد اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية شعبها. ما الذي ننتظره لمحاربة الاستبدال العظيم؟”.
و”الاستبدال العظيم” هي نظرية يمينية متطرفة، صاغها الكاتب الفرنسي رينو كامو عام 2010، وتقوم على فكرة وجود “مؤامرة” لاستبدال السكان الأوروبيين المسيحيين البيض بسكان مسلمين وعرب من الشرق الأوسط وإفريقيا، وتسببت هذه النظرية بحوادث عدة تعرض لها المسلمون في العالم، أبرزها الجريمة التي ارتكبها الأسترالي المتطرف برينتون تارنت ضد مسجدين في نيوزيلندا عام 2019 وأسفرت عن مقتل 50 شخصا وجرح العشرات، خلال أدائهم لصلاة الجمعة، حيث ردد الجاني شعارات مؤيدة لنظرية “الاستبدال” قبل تنفيذ الجريمة.
وأثارت تدوينة زمور موجة استنكار في تونس، حيث خاطب شريف الخرايفي، القيادي في حزب العمال، الرئيس قيس سعيد بقوله “سيدي الرئيس، يسلّم عليك المتطرف ايريك زمور ويشكرك على هذه الهدية الثمينة!”.
وأضاف، في تدوينة أخرى “العام الماضي فقط وصل إلى إيطاليا 18 ألف مهاجر تونسي. ماذا سيحدث لهم في حال قالت السلطات إيطالية إن وراهم مخطّطا إجراميا ومؤامرة على البلاد يجب التصدي لها؟”.
وتابع بالقول “صحيح أن الأوروبيين قلقون من وجود المهاجرين غير النظاميين (وحتى النظاميين) لأسباب عديدة (سياسية واقتصادية بالأساس)، ولكن لم يسبق أن صرح رؤساء هذه الدول بمثل ما صرّحت (باستثناء بعض الأصوات اليمينية المتطرفة والشعبوية)!”.
وكتب ناشط يدعى عبد السلام “بالمناسبة، نظرية “الاستبدال العظيم” التي انطلق منها سفاح نيوزلندا كي يقتل أكثر من 50 شخصا عام 2019، كانت متمركزة حول فكرة محاولة خلق مجتمع جديد في بلاده، وقال بالحرف في رسالته قبل العملية (نفذت الهجوم ليدرك الغزاة أن أرضنا لن تكون أبداً أرضهم، ما دام الرجل الأبيض على قيد الحياة فلن يتمكنوا أبداً من غزو أراضينا أو استبدال عرقنا). وهي نفس النظرية التي يدافع عنها زمور الذي يشيد بموقف الرئيس قيس سعيد من المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء”.
وعلق ناشط يدعى جوهر المطماطي بالقول “إيريك زمّور ترشّح في فرنسا وربح في تونس. اقرأوا التعليقات على تصريح سعيد ستعرفون كم الشعب التونسي عنصري. هذا الشعب الذي يشكو من عنصرية اليمين المتطرّف في أوروبا والذي يريد تطبيق نظرية “الاستبدال العظيم”، يأتي اليوم ليقول إن الأفارقة يمثلون خطرا على تركيبة تونس الديموغرافيّة وانتمائها للأمّة الإسلاميّة”.