وزيّن واجهة “غوغل” رسم يُجسّد الموسيقية السودانية وهي تعزف على آلة العود، مرتدية الزي الشعبي ذي اللون الأزرق وممسكة بيدها “نوتة” موسيقية.
وكانت أسماء حمزة، التي فارقت الحياة عام 2018، من بين الفائزين في مسابقة “ليلة القدر الكبرى” الموسيقية في 17 جويلية 1997.
الفوز كان نقطة تحوّل في حياة الموسيقية السودانية، وساهم في منحها التقدير والاهتمام في مجال يُسيطر عليه الذكور.
وولدت أسماء حمزة بشير في حلفاية الملوك في السودان عام 1936، وهي وحيدة والديها ولديها بنت واحدة.
أحبّت الموسيقى في نشأتها الأولى، وكانت تحلم بأن تُصبح مطربة. لكنها كانت تُعاني مشكلة في حبليها الصوتيين، وأذناها كانتا مرهفتين للنغمات، فأخذت تُعبّر عن نفسها بالصفير.
عندما سمع والدها صفيرها المتناغم اشترى لها آلة عود حتى تتدرّب. وعلّمت أسماء نفسها عزف الأغاني، التي كانت تسمعها، من الذاكرة.
لم يكن إبداع النساء في مجال الموسيقى مقبولا اجتماعيا في السودان، لذلك كانت أول مقطوعة موسيقية تؤلفها سرية، رغم تشجيع والداها.
زاد إنتاج أسماء الموسيقي مع تقدّمها في السن، وصاغت عددا من الألحان لكثير من الفنانين العرب الموهوبين، وأصبحت تُعرف بأنّها من أوائل الملحنات في السودان.
واصلت إتقان العزف على العود، وتحولت من أول عازفة عود إلى مدربة رسميا في 1946، ثم انطلقت في العمل في سلاح الموسيقى السودانية عام 1982.
لقبت أسماء بأميرة العود، وعاشقة أم كلثوم للتأثير الشديد الذي تركته فيها، حينما كانت الموسيقى حكرا على الرجال.
وتقول أسماء في مقابلة صحفية عن حبها لأم كلثوم: “عندما لاحظ والدي ولهي بالست، فاجأني بتذكرة لدخول إحدى حفلاتها عندما زرنا القاهرة سنة 1963”.
وتأثّرت أسماء بالفنانين المصريين، مثل أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، وشادية. وتتلمذ على يديها الموسيقار والعازف السوداني الشهير بشير عباس.