
انتقد رئيس جبهة الخلاص أحمد نجيب الشابي تبرير رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد تجنّب تمرير قانون لتجريم التطبيع بعدم اعترافه بهذا المصطلح مشيرا إلي أنّ كلمة “التطبيع” موجودة في السياسات الأمريكية وفي الاتفاقيات الإبراهيمية المبرمة بين الاحتلال وعدد من الدول العربية.
واعتبر الشابي، خلال مؤتمر صحفي اليوم الإثنين 13 نوفمبر، أنّ مقترح قانون تجريم التطبيع الذي تمّ تقديمه أمام البرلمان الحالي تحوّل إلى فضيحة بعد التراجع عنه وتعطيل جلسة المصادقة عليه بحجة أنه يهدد مصالح البلاد، مشدّدا على أنّ صياغة السياسات الخارجية هي من صلب السيادة الوطنية ولا يمكن لأيّ طرف خارجي أن يملي على تونس أن تجرّم التطبيع أم لا.
وأشار الشابي، في تصريح للمدينة أف أم، إلى أن تونس تشهد اليوم تطبيعا في المجال الرياضي والثقافي والإعلامي، معتبرا أن أيّ نشاط يسهم في كسر الحصار عن الاحتلال هو تطبيع.
وقال الشابي: ” كنا نتمنّى أنّ السلطات التونسية بما فيها التي حكمت عقب الثورة، أنّها جرّمت التطبيع حتى توقف الاختراق الصهيوني”.
ودعا رئيس جبهة الخلاص إلى تفعيل سلاح المقاطعة، مذكّرا بالتجربة التاريخية لمواجهة العنصرية في جنوب إفريقيا والتي أثبتت أنّ المقاطعة سلاح حاسم ومؤثر.
وأكّد الشابي، للمدينة أف أم، أن جبهة الخلاص مع تجريم التطبيع لإيمانها بمقاطعة كيان الاحتلال، مشدّدا على أنّ الجبهة قلبا وقالبا مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وكشف الشابي في سياق متصل، عن تعرضه أثناء عضويته بالمجلس الوطني التأسيسي في الفترة ما بين 2011 و2014، لـ”ضغوط شتى من قبل عدد من الدبلوماسيين” بشأن تضمين تجريم التطبيع في دستور 2014، أو سن قانون بشأنه.
وأضاف الشابي: “جاء الدبلوماسيون ليهددونا بأنه في صورة إقرار المجلس تجريم التطبيع، فإن تونس ستتعرض لإجراءات عقابية وتداعيات وخيمة.”
ووصف الشابي هذه السياسات التي انتهجتها الدول الغربية، ضد تونس بشأن التطبيع بـ”العدوانية”، قائلا: “السياسة الخارجية يسطرها التونسيون في كنف الاستقلالية بناء على مصالحهم وثوابتهم وعلاقتهم وقيمهم، وبالتالي فهذا التدخل مرفوض.”
كما شدد رئيس جبهة الخلاص الوطني، على أن “من يتمسك بالسيادة الوطنية ويجعل منها محورا من محاور سياسته”، في إشارة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد وفق قوله، لا “يحق له أن يستنجد بمثل هذه الحجج التي تنال فعليا من السيادة الوطنية”.
واعتبر رئيس جبهة الخلاص أنّ المبادرة على الميدان لا تزال بيد المقاومة في غزّة باعتبار أن المحتلّ لم يسترجع أنفاسه بعد أكثر من 37 يوما من العدوان، واصفا “حرب غزة” بأنها ليست مجرّد حرب خاطفة بل هي منعطف تاريخي والمعركة لم تنته بعد وقد تتسع خاصة أن ما يجري على الحدود مع لبنان يهدد بالانفلات.
وتابع: “في صورة خروج الوضع على الحدود اللبنانية فقد تتحوّل إلى حرب إقليمية مع دخول أطراف أخرى في الحرب.
يذكر أن جبهة الخلاص أعطت، منذ اندلاع الأحداث في غزة، الأولوية المطلقة لما يجري في فلسطين على حساب القضايا الداخلية وحوّلت نشاطها وتحرّكاتها من مساندة المساجين السياسيين إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني والدعوة إلى وقف إطلاق النار وتجريم التطبيع والضغط على سفارات الدول المساندة للاحتلال في تونس.